مدينة أحــزاني..
أعيش في مدينة لاتشبه اياً من البلدان
مدينةً أختارت من الألم لها عنوان
مدينتي.. التي اسميتها مدينة أحزاني
.......
في مدينة أحزاني ..
لامكان للضحكات والأفراح
الدروب فيها مفروشة بالأشواك
ومزينة بالأوجاع والجراح
......
سماء مدينة أحزاني
تمطر دموعاً ودماء
والرعد فيها بكاء وصراخ
......
مدينة فارقتها الأنوار
وخيم على أجوائها الضباب
والظلام
كل البيوت فيها خالية
كل الطرقات موحلة
....
مدينة ضاعت فيها الأماني
وتحطمت مراكب الأمل
على شواطيء الحرمان
...
مدينة سكنتها الغربان
وعناكب الالم
حاكت بيوتها على الجدران
....
لامظاهر للفرح فيها
لاشيء يوحي بالحياة
.......
مدينة خالية من البشر
ولا يسكنها سوى اشباح
أشباح من العذاب تطاردني
تحاصرني
تلف حبل الموت على رقبتي
أصرخ
استغيث
لأحد يجيب
سوى أصوات قهقهات وضحكات تتعالى
وصوت من بعيد ينادي: هذا قدرك
فإلى أين الهروب؟؟
أركض خائفة .. مذعورة
أريد الهروب من مدينتي
فتصدني اسوارها العالية
تزمجر في وجهي
كأسود ضارية
فلا أجد أمامي مهرب من مدينة أحزاني
فأمسح دمعتي
واعود ادراجي من حيث اتيت
إلى داخل أعماق مدينتي
أتوسد الآلآم
وأتغطى بالعذاب
وانام على سرير الجراح
حيث هناك أعيش وحدي
بعيداً عن كل البشر